مرحبا بكم في بلوج مسابقة واحة الأدب بالكويت في القصة القصيرة على مستوى العالم العربي برعاية رابطة الأدباء الكويتيين/ للوصول إلى صفحة المسابقة بالفيسبوك اضغط هنا

الشيخ شيبان بقلم: فاطمة أحمد المراغي (مصر)

الشيخ شيبان
بقلم: فاطمة أحمد المراغي (مصر)

كانت فى قديم الزمان فتاه جميلة تعيش مع والديها و لكن القدر فرق بينها و بين السعادة الأسرية، و توفى والديها و أصبحت الفتاة وحيدة في دنيا غريبة، و كانت هذه الفتاه غاية فى الجمال و خافت على نفسها من غدر الزمان و طمع الرجال؛ ففكرت في مغادرة بيتها و قريتها، و قررت التنكر في صورة لا تظهر جمالها أو شخصيتها لأنثى؛ ففكرت فى ثياب خشبي ترتديه بداية من رأسها إلى قدميها و صنعت بنفسها هذا الثوب الخشبى الغريب، و جمعت كل مالديها فى بيتها من مال و بعض الغنم و لبست الثوب الخشبي، و خرجت في جوف الليل حتى لا يشعر بها أحد في قريتها، حتى وصلت الى قرية أخرى لا يعرفها فيها أحد؛ وجدت كوخا صغيرا مهجورا استقرت فيه، و كانت كل يوم تخرج ترعى غنمها و تشترى مايلزمها في آخر النهار، و عندما شاهدها أهل القرية لم يتعرفوا على شخصها كإنسان عادى، بل كانوا يلقبونها بالشيخ (شيبان) و هو ما يدل على شكلها الثوب الخشبى الذي يشبه الصندوق، و استمر هذا الحال؛ الناس تقول الشيخ شيبان راح و الشيخ شيبان عاد، إلى أن جاء يوم جمعة كانت هذه الفتاه لا تخرج فيه لتنظف ملابسها و كوخها، و أثناء خطبة الجمعة خرج أحد غنمها من الكوخ و هى كانت تمشط شعرها الطويل الجميل، و دون أن تفكر خرجت مسرعة وراء الغنم لترجعها للكوخ، و فى هذه اللحظات خرج الناس من المسجد و كان فيهم أمير المدينة؛ فشاهد أمامه فتاه قمة في الجمال؛ فذهل لجمالها الفتان و الحياء الذي انصب عليها نتيجة خروجها فجأة بطبيعتها، و قرر أمير المدينة التقدم إليها و الزواج منها، بعدما عرف قصتها وسط ذهول أهل القرية بعد معرفة حقيقة هذه الفتاه الجميلة و الذكية في الحفاظ على نفسها و على جمالها؛ فأكرمها الله بزواج أمير المدينة بها؛ ليعوضها عن سنين الحرمان.