الشيخ شيبان
بقلم: فاطمة
أحمد المراغي (مصر)
كانت فى قديم
الزمان فتاه جميلة تعيش مع والديها و لكن القدر فرق بينها و بين السعادة الأسرية، و
توفى والديها و أصبحت الفتاة وحيدة في دنيا غريبة، و كانت هذه الفتاه غاية فى
الجمال و خافت على نفسها من غدر الزمان و طمع الرجال؛ ففكرت في مغادرة بيتها و قريتها،
و قررت التنكر في صورة لا تظهر جمالها أو شخصيتها لأنثى؛ ففكرت فى ثياب خشبي
ترتديه بداية من رأسها إلى قدميها و صنعت بنفسها هذا الثوب الخشبى الغريب، و جمعت
كل مالديها فى بيتها من مال و بعض الغنم و لبست الثوب الخشبي، و خرجت في جوف الليل
حتى لا يشعر بها أحد في قريتها، حتى وصلت الى قرية أخرى لا يعرفها فيها أحد؛ وجدت
كوخا صغيرا مهجورا استقرت فيه، و كانت كل يوم تخرج ترعى غنمها و تشترى مايلزمها في
آخر النهار، و عندما شاهدها أهل القرية لم يتعرفوا على شخصها كإنسان عادى، بل كانوا
يلقبونها بالشيخ (شيبان) و هو ما يدل على شكلها الثوب الخشبى الذي يشبه الصندوق، و
استمر هذا الحال؛ الناس تقول الشيخ شيبان راح و الشيخ شيبان عاد، إلى أن جاء يوم
جمعة كانت هذه الفتاه لا تخرج فيه لتنظف ملابسها و كوخها، و أثناء خطبة الجمعة خرج
أحد غنمها من الكوخ و هى كانت تمشط شعرها الطويل الجميل، و دون أن تفكر خرجت مسرعة
وراء الغنم لترجعها للكوخ، و فى هذه اللحظات خرج الناس من المسجد و كان فيهم أمير
المدينة؛ فشاهد أمامه فتاه قمة في الجمال؛ فذهل لجمالها الفتان و الحياء الذي انصب
عليها نتيجة خروجها فجأة بطبيعتها، و قرر أمير المدينة التقدم إليها و الزواج منها،
بعدما عرف قصتها وسط ذهول أهل القرية بعد معرفة حقيقة هذه الفتاه الجميلة و الذكية
في الحفاظ على نفسها و على جمالها؛ فأكرمها الله بزواج أمير المدينة بها؛ ليعوضها
عن سنين الحرمان.