مرحبا بكم في بلوج مسابقة واحة الأدب بالكويت في القصة القصيرة على مستوى العالم العربي برعاية رابطة الأدباء الكويتيين/ للوصول إلى صفحة المسابقة بالفيسبوك اضغط هنا

المشاركة رقم 44 (مارس 2016): عطر عتيق

المشاركة رقم 44
عطر عتيق
بقلم/ خيرية علي العلي
   يده تحضن يدي الغضة لتختفي كلؤلؤة في صدفة و نحن في طريقنا للمخبز بملابس المدرسة و شعري المعقوص بشريط أحمر كذيل حصان.
نسير بتؤدة على الطريق الرملي مزهوة و أنا أردد:
-     إنا أعطيناك الكوفر...
-     حبيبتي الكوثر... بالثاء و ليس الفاء.
أرد عليه مستفزة:
-     الكوفر... الكوفر
في الصباحات الماطرة نأخذ المظلة، تهوي حبات المطر على سطحها و يسيل لاحقاً على أطرافها.
-     بابا لماذا تبكي السماء؟
رائحة الخبز تملأ أنفي و نحن نقترب، باب قديم و طاولة لوضع الأقراص الحارة ذات العطر المميز، ألسنة اللهب تقفز أحياناً تدفع فضولي أن أطل داخل التنور.
-     صباح الخير عم عباس.
-     صباح الخير حاج محمود... ثلاثة أقراص كالعادة.
أتسلل بخفة لأقترب من التنور رافعة قدمي و رقبتي، يرقبني عم عباس.
-     عفريتة!
بعد عودتي للوطن حاملة شهادة و جنين بشهره الخامس وطأت ذلك الدرب الذي غطى الأسفلت خطواتي، فاء الكوثر و صوت أبي، دنوت من المخبز، كل شيء كما كان إلا عم عباس، قد اختفى؛ فلم تعد هناك نفس الرائحة.
-     كم قرصاً؟
-     ثلاثة، و أردفت، أين العم عباس؟
-     توفي منذ ثلاث سنوات.
عند عودتي قفزت دمعة و أنا أسمع صوت أبي: "حبيبتي ثاء و ليس فاء".