القصة
بقلم: أحمد محمد فرج الخليفة (مصري مقيم بالكويت)
في السوق
الأسبوعي المزدحم جلست السيدة العجوز وأمامها بعض الأشياء المبعثرة وبعض الأوراق
الملفوفة، وبقايا صندوق مهترئ ، وهي تنظر لهم مبتسمة غير عابئة بالناس الذين يقفون
أمامها وهم يتمتمون : ماذا تبيع هذه العجوز.
صرخ أحدهم : منذ
سنوات وهي تأتي كل أسبوع لهذا المكان وتجلس هنا بجوار النيل ، تنتظر حتى يفرغ
السوق من رواده. تبدأ صباحها مبتسمة وتنهي يومها حزينة باكية ،
جاء طفل وقال
لها : اريد أن أشتري هذا القلم يا خالة.
وكأنها لم تسمعه
لكن حين مد يده زجرته. ورحل.
حين قاربت الشمس
على المغيب بكت العجوز وقالت وكأنها تحدث شخصاً أمامها: ألن تأتي اليوم أيضا يا
" درويش " .
جمعت أشياءها
كعادتها ثم ألقت بلفافة ورقية في النيل بعد أن قبَّلتها. ورحلت.