ﻣﻮﻋﺪ
بقلم: ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻋﻄﺎ ﺣﺴﻨﻴﻦ (مصر)
ﻣﺎ إﻥ ﻣﻀﻰ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺍﺟﻬﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺣﻴﺎﺓ
ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﺤﺎﺩﺙ ﻣﺄﺳﺎﻭﻱّ في ﺒﻼﺩ ﺍﻟﻐُﺮْﺑَﺔِ، ﻭ ﻟﻢ ﺗﺪْﺭِ ﺍﻷﺭﻣﻠﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺀ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻞ
ﺑﻤﻔﺮﺩﻫﺎ؛ ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻓﻠﻢ ﺗﺠﺪﻫﺎ... هي ﻻ ﺗﻌﺮﻑ في ﺘﻠﻚ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺳﻮﻯ
ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺜﺮﻱّ ﺍﻟﺬي ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﺪﻳﻪ ﺯﻭﺟﻬﺎ، ﻭ ﺭﻏﻢ ﻋﺪﻡ ﻧﺴﻴﺎﻧﻬﺎ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﺮﻳﺒﺔ
ﻟﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﺑﻠﺘﻪ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺑﻤﻨﺰﻟﻬﺎ ﻭ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻳﺒﺎﺭﻙ ﻟﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ، ﺇﻻ أنها ﻗﺮﺭﺕ ﻣﻬﺎﺗﻔﺘﻪ
ﻟﺴﺆﺍﻟﻪ؛ أعطاها موعداً ﻟﺘﺴﻠﻢ ﻛﻞ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭ ﻭﻋﺪ ﺑﺈﻧﻬﺎﺀ ﻛﻞ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻮﺩ
ﻟﺒﻼﺩﻫﺎ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻮﺟﺴﺖ ﺧﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﻭ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﺍلعاشرة ﻣﺴﺎﺀ،ً ﻭ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻣﻨﺎﺹ
ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻓﺤﺰﻣﺖ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻓي ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ ﻭ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺨﻄﻮ ﺑﻘﺪﻣﻬﺎ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺷﺮﻛﺎﺗﻪ تذكرت
كلمات والدها لها قبل سفرها قائلاً:
"استعيني دوماً بالله"؛ فهمست
ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ: "ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺠﻌﻠﻚ ﻓي ﻧﺤﻮﺭﻫﻢ ﻭ ﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭﻫﻢ"...
ﻣﺎ إن ﺩﻟﻔﺖ ﻟﺒﺎﺏ ﻣﺪﻳﺮﺓ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻭ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ
ﺣﺘﻰ ﺳﻠﻤﺘﻬﺎ حافظة بها ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭ اﻋﺘﺬﺭﺕ ﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﻣﻮﻋﺪﻫﺎ ﻣﻊ ﻣﺪﻳﺮﻫﺎ
ﻹﺻﺎﺑﺘﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﻀﻊ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺑﺄﺯﻣﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ ﺣﺎﺩﺓ.