المناطق
الساخنة
بقلم:
فهمي محمد لاذقاني (سوري مقيم في السعودية)
كانت مذيعة
الأخبار جذابةً جداً بأناقتها و تسريحة شعرها و بعض الألوان على وجهها!
الأشد إثارةً
كانت الخارطة التي خلفها، و التي تحاول إسقاط كل خبر عليها عبر مؤشر ضوئي تحمله
بيدها.
يالها من جميلة
ملتهبة في بعض المناطق كالممرات الاستراتيجية و المنافذ الحدودية آه كم هي ساخنة!
- من هي تلك
الساخنة؟
- الشاي، إنه
الشاي عزيزتي
- لكن الإبريق
منذ ساعة بجانبك، الآن فقط أحسست بحرارته؟
- صدقيني عزيزتي
هذه الكرة الأرضية صارت كمرجلٍ يغلي و نحن في وسطه لا نعرف كيف نتقي هذه الحرارة و
الرطوبة.
- لماذا لا
تغيّر هذا المكيّف الخردة و تستبدله بواحد جديد ذي قطعتين حيث نبرد دون ضجيج؟
- لا أعني حرارة
الجو، فالصيف لن يأتي لنا بالضباب بل انظري إلى هذا الشرق، و الأوسط على وجه
الخصوص!
- أين مكانه؟
- على اليمين من
خصر المذيعة، ما بين خصرها و بحرنا، تمعّني جيدا إلى تلك المساحات الملتهبة و التي
لا يسترها سوى غطاء شفيف من الصمت و القهر و الخوف، إنها السياسة ياعزيزتي!
- على اليمين من
خصرها أم ما دون نحرها؟ أراك تركز النظر على المرتفعات!
- عزيزتي... تلك
بلاد الغرب و القمم الثلجية، حياتهم لا معنى لها، ما الفائدة من صقيعهم طيلة
العام، بساتين الروح بحاجة للدفء و السيول، انظري إلى أنهار بلادنا كيف يتورد
ماؤها و يعكس لون الورد القاني! نحن مولعون بالدفء و لذلك نحن نحب النار و نستورد
العتاد الثقيل لإنتاج مزيد من النار.
منذ بدء التاريخ
و هذا الشرق مولع بالنار و لا تكاد تنطفئ ناره
- آها، ألذلك
وجنتاها حمراوان كالشقائق؟ الحياء نعمة!
- لا... بل
احمرت وجنتاها عندما مرت على خبر الاتجار بالنساء و استغلالهن جنسيا في السينما و الإنترنت
و بعض محطات الأخبار ، عندها فكرت إن كانت هي إحداهن دون أن تنتبه لذلك
- أخبرني أي تلك
التفاصيل يروق لك أكثر؟
- إنها قناة
السويس!
- إنما قصدت
المذيعة.
- الأمر واحد لو
دققت بالخارطة لعرفت ما أعني، هذه القناة تفصل بين قارتين و توصلك لقارة ثالثة،
تفصل بين عالمين و تأخذك لعالم آخر
- لابد أن
تفكيرك سيأخذك إلى العالم الآخر!
- (ضاحكا) ما
دمت معي لا بأس فأنا على خارطة الحياة.