المشاركة رقم 25
( جندي بلا سلاح)
بقلم/ صافيناز محجوب شنبيرة ـ ليبيا
وحيدٌ يقف بعيدا عن جمهرة الأطفال، الذين يلعبون في سعادة و مرح، لعبة الحرب؛ اقتربت منه، كان صارم الملامح، إلا أن براءة الطفولة، لم تغادر بعد عينيه السوداوين... يحمل بين يده جنديًا مبتور اليد؛ سألت:
- لماذا لا تشرك جنديك في الحرب معهم؟
جلس على الأرض المتربة، واضعا الجندي إلى جواره بحنو و رفق، و قال:
ـ أتعلمين من هذا المحارب؟
قلت: لا.
ـ هل تعرفين ماذا فعل في الحرب الماضية؟
أشرت برأسي نفيًا؛ فتابع:
ـ لقد كان مغوارًا، جنديًا لا يُشق له غبار، فدائي؛ روى بعرقه و دمائه هذه الأرض دفاعا عن الوطن، ضد الأعداء المعتدين؛ بُترت يده في معركة أبلى فيها بلاء حسنا.
ـ من فعل به ذلك؟
أجاب و الغضب بادٍ في نبرات صوته:
ـ إنهم الأوغاد، عرفوا أنهم خاسرون؛ فأرادوا عقابه بأن يجعلوه عاجزًا ذليلًا جزاء تصديه لهم، و تفوقه عليهم.
ـ لكنه يملك اليد الأخرى، فلا تحرمه من شرف المشاركة في الحرب.
دمعت عينا الصغير و ضم جنديه إلى صدره، و خطا ثلاث خطوات بعيدًا عني، ثم التفت و قال:
ـ لقد أصابت الشظايا عينيه.
ثم نهض به ليعالجه، و تركني وسط حرب الصغار، و أسلحتهم الخشبية.