المشاركة رقم 56
قطرة
ماء
الكاتبة/
مريم محمد الموسوي ـ
الكويت
أنت
هشٌّ جدًا، مثل قطرة ماء تتراقص فوق لهب، تفيض بها الحرارة فتغلي لِتصير بخارًا،
هل ثمة من سيذكرك؟
غادرت بلادك باحثًا عن عضوٍ ميت يبقي على حياة
والدتك، يا لارتفاع أسعار الأموات! و كم هو ضئيلٌ ثمن أختك الصغرى! تُزف
ابنة الخامسة عشر إلى ثري الستين و لا تساوي نصف سعر الكلية!
تعملُ في متجرٍ لموادٍ غذائية لا تعرف مذاقها،
مسنٌ يشتري الخضار، تلامس أنفك رائحة والدك المزارع، يزرع عامٍ دأبًا ثم تجرف
السيولُ الأرض في العام التالي، بإصرار الجائع يعاود الزراعة لِتعاود الطبيعة
لعبتها. كان سيلًا جائرًا هذا الذي جرفه مع حقله و خلّفكم أيتامًا بلا أرض.
إن لم يفضحك لسانك تنطق عيناك، تحمل الأكياس
لرجل، تقرأ طفلته شهوتك لقطعة حلوى في يديها، ببراءة الأطفال تقدمها إليك
فتَقْبَلُها، تصلك رسالة وفاة والدتك، تتراءى لك عينا الطبيب، لا تتوافق أجسادكما
لنقل الكلى، أليس الأجدر بك في هذه اللحظة أن ترى عينيها؟ تتهاوى على الأرض،
يمكُرك الفقر، تبتلع قطعة الحلوى، أنت هش، هشٌّ مثل قطرة ماء.