مرحبا بكم في بلوج مسابقة واحة الأدب بالكويت في القصة القصيرة على مستوى العالم العربي برعاية رابطة الأدباء الكويتيين/ للوصول إلى صفحة المسابقة بالفيسبوك اضغط هنا

السلطان و الخنثى بقلم أ/ محمد رشيد الشمسي (العراق)


المركز الخامس:
السلطان و الخنثى
بقلم أ/ محمد رشيد الشمسي  (العراق)
أمرٌ ليس بالحسبان؛ أن يكون خصيمي هو السلطان لا غيره؛ إذ بايعه الناس؛ على التنكيل بيّ؛ ولقد أخبرني حرسه بحدةٍ قائلا:
-  يتوعدك؛ وسوف ينال منك، عاجلاً أم اجلاً.
-  ما الخبر؟ قلت للحرس بخوف.
 - لقد اتيت شيئاً بغّيا. قال الحرس مستهزأ.
-  ولكن لم يمسسني رجس، ولم أكن رجلاً سفيهاً؛ ولم أكن بغياً.
 - لقد أتيت بالبغيِ تكرارا ومرارا، إذ أعلنت العصيان ساعةً ما؛ وما عليك إلا الحضور أمام السلطان، لتجديد الولاء والطاعة.
وما كان عليّ إلا الحضور؛ وعند بوابة القصر؛ فتشني الحراس، ثم قاموا بتجريدي من جميع ملابسي، إلا ما ستر عورتي، ولقد أرادو نزع الخرقة التي تستر ما حرم النظر له، ولكنهم وجدوا شيئا ليس بالحسبان؛ إذ لم يعثروا على رجولتي، أو بتفسير مشابه؛ كنت لا أملك ما يملكه الرجال.
امتثلت أمام السلطان عرياناً إلا ما ستر ( )، وقد أخبروا السلطان بما وجدوا.
اقترب مني؛ وضع كفه في صدري ودفعني بقوةٍ، لأترنح خطوات ثم أميل إلى جهة الباب، وقد سقطت، تقدم نحوي؛ و سحق رأسي، وبصوت أجش؛ سألني:
-  منذ متى وانت على هذهِ الحال؟
قلت بخنوع:
-  مذ توليت أنت الحكم في هذه البلاد.
تنهد ورفع صوته:
-  هل لك زوجة واولاد؟
-  نعم؛ ولي ولد وبنت منها.
-  كيف ولدوا؟
-  قبل ان تحكم بثلاث سنوات.
-  هل جميع الناس في البلاد هكذا؟
-  نعم.
-  إذن بعد عشرين سنة أكثر او أقل؛ سوف تضمحل البلاد وتنتهي.
 - لا سيدي، هناك غرباء كثيرين- وبخوف أكملت- أقصد أجانب.
قال السلطان مبتسماً:
 - اذن لا يهم، يبقى الحال كما هو عليه؛ إذ أبقى أنا السلطان وأنتم الخنثى، والأجانب يكثروا النسل والحرث.