مرحبا بكم في بلوج مسابقة واحة الأدب بالكويت في القصة القصيرة على مستوى العالم العربي برعاية رابطة الأدباء الكويتيين/ للوصول إلى صفحة المسابقة بالفيسبوك اضغط هنا

حِنكة ذئب بقلم أ/ محمد نبيل جادالله (مصر)


المركز الرابع:
حِنكة ذئب
بقلم أ/ محمد نبيل جادالله (مصر)
استولت عصابة الذئاب على الغابة، و نصّبوا زعيمهم حاكمًا عليها، بعدما خلعوا الأسد العجوز الواهن الذي لم يعد له وريثٌ من عائلته سوى قريبٍ له، قد فضّل الاستمتاع برفاهية الحياة و رغد العيْشِ في إحدى حدائق الحيوانات.
احتشدت بقية الحيوانات في أكبر ساحةٍ بوسط الغابة، منددين بما حدث، و مطالبين بعودة الأسد الذي ألِفوا عشرته، و اعتادوا نظام حكمه، متحدثين فيما بينهم بأن من يعرفونه أفضل ممن لا يعرفون.
خرج عليهم زعيم الذئاب من العرين مزهوًا بحذر، ثم وقف فيهم خطيبًا: "يا معشر الحيوانات!... نحن جميعًا شركاء الوطن، و لا يمكن لجماعة الذئاب و لا ينبغي لها الانفراد بالحكم؛ لذا فإننا سنكتفي بالاضطلاع بمهمة الدفاع عن الغابة ضد أي اعتداءٍ خارجي، بينما أصدرنا مرسومًا بتعيين النمر وزيرًا للأمن الداخلي لها، و الثعلب وزيرًا مسؤولاً عن حقيبة الإعلام، في حين أوكلنا مهمة رئاسة الوزراء إلى كبير الحمير."، و هنا ارتجت الساحة بالتصفيق الحاد، و تسابق الحمير لتهنئة صاحبهم، و تعالت أصوات هتافات الفرحة و التأييد للزعيم الجديد.
بعد انتهاء الخطبة، عقدت العصابة اجتماعًا طارئاً، و قد حاصروا زعيمهم يلومونه على قراره المتسرع بتولي كبير الحمير لأكبر مناصب الغابة؛ فانفجر الذئب الزعيم ضاحكًا، بينما يسيل اللعاب من بين أنيابه، ثم قال: "أيها الأغبياء!... أعمِلوا عقولكم قليلاً!... إنه كما تعلمون، ليست لدينا أدنى مشكلةٍ مع القطط، أما الكلاب؛ فلن يكلفنا الأمر سوى أن نلقي إليهم ببعض العظام، بينما الحمير هم أكثر سكان الغابة؛ فأردنا طمأنتهم بتولي أحدهم ما يعتقدون بأنه أكبر و أهم المناصب. كما أن الحمار هو الأكثر لنا طوْعًا، و الأشد صبرًا على مواجهة مشاكل الحيوانات، و هو الأوفر قدرة على تحمل شكاواهم، و قُبيْل الانفجار، نخلعه... ثم نستبدله بحمارٍ جديد.".