هموم عربي
بقلم: أحمد مراد
الشوربجي (مصر)
لاحظت أم عربي
أن غرفة ابنها ما زالت مضيئة، فهي تستيقظ كعادتها قبل صلاة الفجر بساعة؛ تتوطأ و
تقرأ القرآن حتى تسمع الأذان، دخلت عليه غرفته وجدته مستلقيا على سريره و رأسه بين
كفيه مهموماً شارداً.
- أما زلت حزينا
ياعربي على فراق أبيك؟
- نعم يا أمي،
لكن ما يحزنني أكثر هموم وطني
- ياولدي أنت ما
زلت صغيراً على حمل الهموم
- أليس أطفال
فلسطين يا أمي ما زالوا صغاراً و يتحدون بحجارتهم دبابات الصهاينة؟ أليس أطفال
بلادي العربية تدفن براءتهم تحت أنقاض منازلهم؟ ألا يموتون جوعاً أو حرقاً أو
غرقاً أو قهراً؟ و ماذا يفعل الكبار يا أمي؟ أليس كبار زعمائنا لا يملكون إلا
الشجب و رفض العدوان؟ من قسم وحدتنا يا أمي بين سني و شيعي، و مسلم و مسيحي؟
إعلامنا الهمام ما بين مهلل للربيع العربي و بين الخريف العربي أو سجن رئيس و
براءة رئيس بين ثورة أو انقلاب؟ من فرق الأسرة الواحدة يا أمي من و من و من و من؟
- رفقاً ياولدي
بنفسك حاول النوم فأنت في الصباح إن شاء الله ستسحب ملفك و تستعد للتقديم في
الجامعة.
********
في الصباح اتجه
عربي إلى مدرسته الثانوية، استلم ملف أوراقه و خرج إلى الطريق، قلب سريعاً أوراق
الملف وقعت عيناه على اسم عائلته في شهادة الميلاد كانت صدمة له حين قرأ أنه من
عائلة ( ماضي ) و هو من كان يتباهى دائماً وسط أصدقائه أن اسمه ( عربي أمجد ) و
اسم جده فخري لم ينتبه عربي للسيارة المسرعة التي قذفته بعيداً؛ فتناثرت أوراق
ملفه، سال دمه على الأسفلت، السيارت تجري بجواره دون توقف، تجمع بعض المارة
يمصمصون شفاهم، و يحسبنون و يدعون الله له بالرحمة؛ تمنى أن ينقذه أحدهم، فهو ما
زال على قيد الحياة... وسط الزحام اقتربت منه فتاة جميلة، جلست بجواره، أخرجت
هاتفها غالي الثمن؛ فرح أنها ستطلب له الإسعاف؛ إلا أنه وجدها تأخذ معه صورة سيلفي
همست في أذنه (Happy in your blood) و
قامت بكل هدوء لتمشي؛ جمع كل قواه ليجري خلفها، و هو يصرخ فيها يا بنت ال... يابنت
ال... جاءته أمه مسرعة:
- مابك ياعربي
أكان كابوساً؟
- نعم يا أمي هو
كذلك، و لكن ما اسم عائلتي؟
- عائلة الأصيل
تبسم لها في
بلاهة
ـ قم يا ولدي
اذهب إلى الحمام توضأ أذان الفجر اقترب
ـ نعم سأذهب إلى
الحمام و أشد (السيفون).
انتهت