رئيس خدمة
العملاء
بقلم: عبدالله لافي
عبيد الرشيدي (السعودية)
عندما تصبح الأمور
عكس ما تتوقع و تشاهد أمورا لم تحسب لها حسابا و يصبح الموظفون ضدك غير راضين بما
تفعله من أجل مصالحهم الشخصية و تظهر لك أشياء لم تكن بالحسبان على الرغم أنك تسير
بالطريق الصحيح و مع كل هذا أنت تدافع عنهم أمام مديرك عندما يقعون في مشاكل مثل
التأخير عن التوقيع أو الغياب أو الاستئذانات أثناء الدوام الرسمي و لكن هم لا
يريدون هذا بل يريدون توقيعك على معاملات تصب لهم الأموال غير الشرعية كي يعيشوا
بأموال مزورة في حياتهم و أنت لا تريد هذا بل تبحث لهم عن الخير و هم يبحثون عن
الشر.
و المريب في كل
هذا أن مديرك يحثك على أن تسير الأمور بالطريقة التي يريدها كي يكسب من ورائها أموالا
طائلة على الرغم أنه هو من عينك على رئاسة خدمة العملاء (مجبورا) في هذا, و لكن لم
يتوقع أنك ستسير بالطريق المخالف له و تكسر القاعدة التي كان يسير بها الرئيس
السابق و من هنا تبدأ المشاكل مع مديرك في كل يوم لك قصة معه.
حتى كبار
الشخصيات يأتون من أجل معاملاتهم كي تسير أمورهم دون أن تلتفت أنها مخالفة للأنظمة,
و لكنك تقف في وجوههم و ترفضها على أن تأتيك المعاملة نظامية مطابقة للأنظمة
الشرعية, ليهجموا عليك بطرق أخرى و لكنك تتصدى لهم بدفاع قوي تبعدهم عن تحقيق
الهدف.
و من بين تشققات
الصخور يخرج لك المقاول التابع لدائرة الحكومية يحثك على أن تتقاسم معه من خلف
الكواليس كي توقع له بعض الإنجازات المطالب بإنجازها كي يخرج و لو بفائدة له, و لكنك
تجد عليه ملاحظات كثيرة لتعيده من حيث آتى و تامره بأن ينهي الاأمال التي كلف بها
بطريقة صحيحة.
يريدونك كدوده
تزحف على الأرض تلتقطها الطيور الجارحة بنصائحهم لك و أنك لست على الطريق الصحيح
بل أنت على طريق الهاوية, إلا أنك ترفض هذه النصائح تريد أن تخبرهم بأنك النسر
الذي يحلق في كبد السماء تفرش جناحيك القويتين لا تلتفت إلى أحد لتظهر لهم أن الحق
هو سيد الباطل و أن النور لا يحجبه الظلام.
و على الرغم من
الضغط عليك في محاولة تغيير صورتك عن طريق الفوتوشوب إلا أنك تحاول أن تنصحهم بأن
الصورة الأصلية لا تتغير بأي برنامج مهما كان حجمة.
يتساقطون أمامك
من أجل أن تعطف عليهم و لكن قلبك لا يلين لهم, يتغيرون فجأة كي يخدعونك و لكن
صرامة وجهك لم تتغير, يأتون لك بإغراءات دسمة و لكن كل هذا لم ينفع.
موظفون يشتكون,
مقاول مخادع, كبار الشخصيات يهاجمون و أنت ما زلت واقفا على قدميك لم تركع لهم و لم
تنصت إليهم لتشاهد أن العالم كله ضدك يرمونك بأسهم مسمومة و أنت تتفادى هذه الأسهم
بكل جدارة عارمة.
لينتهي الأمر بك
في اجتماع مع المدير يطول إلى ساعات طويلة لتخرج من عنده إلى طريق مجهول.