نيران شقيقة
بقلم: هلالي الزيتوني (المغرب)
تتساقط الأخبار على قلبه من خلال مذياعه
الصدئ كشذرات نار فوق جسد عار، يشتغل المذياع مرة و يصيبه العطل لفترات متقطعة، فيستعيذ
الحاج ابراهيم بربّه ثلاث مرات و يضرب بيده المرتجفة ضربا خفيفا على جوانب المذياع
ليردّ إليه الروح كلما انقطع صوته. الغارة التي تنوي قوات التحالف العربي شنّها
على قريته تكاد تصيبه بالجنون. يتمتم ببضع كلمات مخاطبا الفراغ:
_ يا ناس نحن إخوة في الدم و الدين!، يارب من
أحلّ دم الأخ لأخيه؟.
صوت المذياع يرتفع من جديد، و قبل أن يسمع
الشيخ كلمة إخلاء، خيّم هدير طائرة مقاتلة فوق سماء القرية.