قهر
الرجال
بقلم: المهدي
محسين (المغرب)
هذا الصباح
جلسته الأولى في المحكمة بعدما انقطعت أخباره لشهور عديده، بدا بلحية كثيفة و هزال
شديد على غير العادة.
بوقفته
التي لا تخطئها العين، جال بعينيه بين الحاضرين لم تكن أمه بينهم، تركها تصارع
المرض الخبيت منذ اختطف ذات فجر، حبس دموعه مكرها و هو يتذكر كلام والده له
عندما كان صبيا "الرجال لا يبكون يا باسم".
بالكاد تعرفت
عليه زوجته أسرعت نحوه و هي تجر طفليها عانقته أحست بدفء فقدته لزمن، قبل رأسها و سحب
بلطف ابنته الصغيرة التي كانت تختبئ بثنايا جلباب أمها و الذعر باد على وجهها و
حملها بين ذراعيه، أخذت بلحيته و همست في أذنه: بابا من فعل بك هذا؟.