مفارقة
بقلم: أسامة الزقزوق (مصر)
ألقى السلام، جلس بجواري، راح يتصفح الجريدة؛ تغيرت ملامح وجهه فجأة،
راح يتعوذ و يستغفر؛ دفعني فضولي أن أرى الذي دفعه للانزعاج على هذا النحو
المباغت؛ طالعت إنها جريدة الأخبار صفحة الحوادث، قبل أن أتبين الموضوع الذي أثار
حنقه و غضبه، علا صوته بشكل هستيري: تحرش، خيانة، دعارة، و اغتصاب، إنه فعل فاضح
في الطريق العام...!
ثم قال موجها الكلام إليًَّ مباشرة:
لو أن الله خلق الإنسان بدون غرائز أو شهوة ألم يكن هذا وقاية له من
كل هذه الجرائم المثيرة للاشمئزاز و القرف؟
قلت له: كنا سنبقى ملائكة، و لن يبقى لنا وجود علي الأرض. قاطعني:
سنكون عندئذ في السما؛ نعبد ربنا و
نحن في الجنة و لا تبقي لدينا مشاكل و لا
قتل و لا دم و لا خيانة و لا اغتصاب و لا و لا...
و قبل أن يكمل حديثه، الذي قطعه قدوم المترو؛ غاب عن بصري وسط الزحام
الشديد، و الأجساد المتلاصقة...
ها هو قد لمحته من بعيد و قد القي بجسده البدين في عربة السيدات.