مرحبا بكم في بلوج مسابقة واحة الأدب بالكويت في القصة القصيرة على مستوى العالم العربي برعاية رابطة الأدباء الكويتيين/ للوصول إلى صفحة المسابقة بالفيسبوك اضغط هنا

كبراءة الذئب من دم يوسف بقلم: شمسة خليفة سالم (الإمارات العربية المتحدة)

كبراءة الذئب من دم يوسف
بقلم: شمسة خليفة سالم (الإمارات العربية المتحدة)
قالوا أن الشر و الخير ولدوا مع الإنسان لذلك جميعنا قد يحقد،يحسد و يظلم، و أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد أخرجت الملائكة منه هذا الشر الحالك السواد،خلصته من البلاء الذي أصبنا به جميعاً نحن البشر، نحن الضعفاء.
سألتها: هل يحسد الإنسان من يحب؟
كانت الإجابة موجودة،كانت تعرف و لكنها طالما تتعامل مع الأشياء الجميلة كحلواها المفضلة؛ تخبئها لتكون الأخيرة، مسك السكر،ختام سلسلة الأنسولين التي تذوب على لسانها، لذلك لم تجب،لم تشأ أن تستعمل كلمة الحب و تخلطها مع الحق.
أجابتني: لا أعرف، ربما عندما تكبر أكون أنا قد عرفت...
و كبرت أنا و إجابتها لم تكبر، و لم تتغير كانت نفسها، لكنني كنت أجهل العمر المناسب كي أسألها هذا السؤال؟ آه و هذا سؤال آخر سقط على رأسي!؛ لا أريد أن أحملها إياه فتشعر بالمسؤولية مرة أخرى،المسؤولية أمر صعب و هي غير مجبرة أن تجيب على كل أسئلتي التافهة و على تربيتي! لن أسألها ما إذا كان هذا العمر المناسب، سأسأل و أتحمل الجواب و إن كان لا يناسب عمري و عقلي سأحفظه في عقلي و أقرأه إذا كبرت أكثر، نحن نكبر لنفهم أشياء غريبة كانت تحدث أمامنا و لا نراها، تلوح لنا و نتجاهلها، تصرخ لنا و نخمدها خوفاً من الحقيقة.
هي دائما تخبر صديقاتها أن أسئلتي تبدو مرعبة و لا تناسب طفلاً بعمري فترد إحداهن طبعاً!، الحزن الذي عاشه ليس قليلاً!؛ أمه الساقطة أنجبته بالحرام و ها أنتِ تأكلين هم رعاية طفل غير شرعي، صرت عندما أسألها تنظر إلي بعيون قط جائع، تدمع عيناها من حزني الذي لم أعد أشعر به فقد كبرت و لم أعرف أماً سواها... استغفرت ربي مراراً إن كان سؤالي لا يناسب سني، سألتها لما كبرت و صرت أكتب بالحبر، فالحبر يعني أن أخاف و الخوف أداة القرار الصحيح.
ـ هل يحسد الإنسان من يحب؟
كان جوابها صعباً، أخرجته كقلم جاف بدأ يحتضر:
ـ يحسد!، لِم لا؟ ألم يولد و الشر في يساره و الخير في يمينه؟! يحسد، بل و يقتل من الحسد.
ـ أنا أحسد صديقي طارق لأنه يملك صوراً له و يبدو فيها طازجاً جداً!، لكنني أحبه كثيراً حتى أنني تنازلت عن اليويو الخاص بي مقابل أن يكون لصاً و أكون شرطياً في اللعبة.
أضحكتها!، و سعدتُ بقدر حزني أنني لم أستطع إخبارها عن الأشخاص الذين أحسدهم حقاً، لم تعلم أنني حسدت الرسل و الملائكة و بيتر بان و المتصوفين و المعتزلة الذين لا يخطئون، بل تبدو لهم غرائزهم غير المشبعة كالرهبان أنها خطايا و يستغفرون.
حسدت الذي شُرح صدره و أخرجت الملائكة عنه كل السواد. حسدتُ اللعب البلهاء ودمى البنات التي تشتريها لي كي لا يؤذيني حزني و لا أؤذي المتطفلين الشامتين بعدم شرعيتي في الوجود، كأنني ناديت أمي لأبي أو أبي لأمي، كأنني كنت السيجارة و الكؤوس كأنني كنت الخطيئة!.
تكوّرت فوق رجليها أغمضت عيني، حاولت أن أصغر و أبدو كنملة شقراء لا يراها العرب، دعوت إلهي أن لا أكبر ما دامت الملائكة لن تشرح صدري و تخرج السواد؛ إذاً لأظل طفلاً معقماً من السيئات، لتكن خطيئتي الوحيدة التي لا أقوى على التخلي عنها أنني حسدت الرسول يوماً.