مرحبا بكم في بلوج مسابقة واحة الأدب بالكويت في القصة القصيرة على مستوى العالم العربي برعاية رابطة الأدباء الكويتيين/ للوصول إلى صفحة المسابقة بالفيسبوك اضغط هنا

المشاركة رقم 50 (مارس 2016): وهن الحلم

المشاركة رقم 50
وهن الحلم
بقلم/ نجوى حمزة غنيم – السعودية
   عادت من مدرستها في تمام الثانية ظهرا، توجهت نحو غرفتها بعد أن تناولت الغداء، لكنها تذكرت جدولها المكتظ بالأعمال، أخذت دفاتر الصف السادس التي عادت محملة بها، و حين أنهت متابعتها كان موعد صلاة العصر قد حان، توقفت لأداء الصلاة، تابعت عملها و عندما صححت آخر ورقة من اختبار طالباتها إذا بشقيقتها تخبرها بقدوم زائرات، تخرج لترحب بهن معتذرة و الحسرة تعتصرها عن الجلوس معهن... تقفل باب غرفتها لتتابع عملها فتخرج الدفاتر الخاصة بأمانة الصندوق، ضغطت على الزر الأول للآلة و عندما انتهت  من الضغط على الزر الأخير كانت الساعة تشير إلى السابعة مساءً، خرجت للوضوء مسرعة؛ خوفا من أن تلمحها إحدى أخواتها - عبثا تحاول - فإذا بشقيقتيها تلقيان القبض عليها !، فاليوم دورها في إعداد طعام العشاء و التنظيف... عندما جففت آخر طبق كانت الساعة تداعب العاشرة، راعها ذلك! فقد بقي عليها رصد الدرجات بجانب تحضير دروس الغد... عند إدخالها للدفتر تفاجأت بدفتر مماثل!، سحبته بسرعة لتكتشف أنه لزميلتها في التخصص و عليها مراجعته... بعد إنهاء مراجعته  بدأت على عجل تحضيرها؛ فالساعة تقترب من الواحدة و الصداع يفتك بها!. حضرت درسا، درسين؛ توقفت يدها عن الطباعة خشيت أن يكون قد حدث مكروها لها!، تمنت أن تحسن الطباعة باليد الأخرى، وضعت رأسها على دفترها فغطت في نوم عميق، استيقظت بهلع، لتكتشف أنها لم تنم سوى نصف الساعة!.
ألمها استيقظ معها؛ تناولت بعض المسكنات لتواصل العمل. فتحت الدفتر، هالها أنها قد حضرت جدول الأربعاء و ليس الثلاثاء! يا إلهي!... لم يكن لديها وقت لتأنيب نفسها؛ فأذان الفجر قد رُفع، و طرقات والدها على الباب تحثها على النهوض من سريرها الوثير (كما يظن)، يعود من المسجد ليرى بابها ما زال مغلقا!؛ فيوبخها معتقدا كسلها.
تنهض من جلستها المملة على عجل، تصلي، ترتدي ملابسها، و في الطريق إلى المدرسة يستمر والدها في توبيخها بينما هي تواصل تحضيرها – كتابيا – في ذلك الطريق الترابي...
و لكن عبثا تحاول!. الساعة الثامنة موعد وصولها، تعتذر لتأخرها و تذهب لغرفة المعلمات، تنقضي الحصة الأولى، تستدعيها المديرة و قبل أن تبدأ حديثها تبادرها بقولها: عفوا... (الآلة) التي أمامك تعمل منذ خروجها من المدرسة و حتى  هذه اللحظة لم تنهِ عملها هذا و هي ما زالت خالية من المسؤوليات الأسرية!.

إنني أتقدم إليك باستقالتي الشفوية لأن يدي لم تعد قادرة على كتابتها!.