مرحبا بكم في بلوج مسابقة واحة الأدب بالكويت في القصة القصيرة على مستوى العالم العربي برعاية رابطة الأدباء الكويتيين/ للوصول إلى صفحة المسابقة بالفيسبوك اضغط هنا

عيون لا ترمش بقلم أ/ أحمد رشاد (مصري مقيم في الكويت)


المركز الثامن:
عيون لا ترمش
بقلم أ/ أحمد رشاد (مصري مقيم في الكويت)
الحب جنون، فما بالكم بحب المجنون! ذاك المشرد الأربعيني الذي يعيش في الشارع وينام علي الرصيف، بملابسه المهترئة المتسخة وشعره المتلبّد وجسده المتسخ، يرتدي في إحدى قدميه حذاء وفي الأخرى شبشب. وقع في غرام فتاة جميلة، ممشوقة القوام، شعرها كستنائي قصير، وبشرتها بيضاء ناعمة، وعيونها عسلية ساحرة. ترتدي فستانا أزرق أنيقا جدا، وتقف أمام محل لبيع فساتين السهرة
كان يجلس علي الرصيف المقابل للمحل ينظر إليها مشرئبّ العنق، حينا يبتسم لها وحينا يقهقه. ثم يقف عاقدا ذراعيه وراء ظهره، وبعدها يجلس القرفصاء دون أن يكفّ عن النظر والتبسّم لها. أمّا هي، فكانت تنظر ناحيته مبتسمة والمسكين يظن أنها تبتسم له.
-يقول أبن حزم الاندلسي في كتاب طوق الحمامة: "وللحب علامات يقفوها الفطن، ويهتدي إليها الذكي. فأولها إدمان النظر، والعين باب النفس الشارع، وهي المنقبة عن سرائرها، والمعبرة لضمائرها والمعربة عن بواطنها. فترى الناظر لا يطرف، يتنقل بتنقل المحبوب وينزوي بانزوائه."
تجرأ المحب المجنون ومشى ناحيتها وقلبه يدق بقوة ربما يسمعه من يمر بجواره، وجلس في منتصف الشارع فكادت إحدى السيارات أن تصدمه لولا أن جذبه أحد المارة من يده وعبر به الطريق. اقترب من الفتاة أكثر وهو يضحك بمرح ويصفق كأنه يحتفل بلقائها، ثم تجرأ ولمس يدها وقلبه يكاد يخرج من قفصه الصدري. لفّ ذراعيه حول خصرها، أحتضنها بقوة... كل هذا والناس في الشارع يضحكون من أفعاله، حتي خرج صاحب المحل ممسكا بعصا مكنسة صارخا به: "أبتعد عنها ستوسّخ الفستان". وهمزه في كتفه فتركها هاربا. حمل صاحب المحل المانيكان وأدخلها إلى المحل، وما كانت فتاة صاحبنا إلا دمية لعرض الملابس.