مرحبا بكم في بلوج مسابقة واحة الأدب بالكويت في القصة القصيرة على مستوى العالم العربي برعاية رابطة الأدباء الكويتيين/ للوصول إلى صفحة المسابقة بالفيسبوك اضغط هنا

دموع مطرزة بالوجع بقلم أ/ عبد الهادي حسن الموسى (سوري مقيم في لبنان)


المركز التاسع:
دموع مطرزة بالوجع
بقلم أ/ عبد الهادي حسن الموسى (سوري مقيم في لبنان)
استيقظت مبكرة كعادتها، قامت توضأت، صلت، رفعت يديها رددت شفتيها أدعية كثيرة لتوفيق الغائب ورحمة من رحل، لملمت سجادة الصلاة، تنسمت عبير الصبح الندي، نثرت حفنة قمح للدجاجات، سقت شجرة الجوز التي تخيم أمام البيت الطيني، جلست تحتها، تناثرت نظراتها في أرجاء البيت، البيت الذي أصبح بلا روح منذ رحل عنه فلذات كبدها، منهم من سافر ومنهم من أخذته الحرب التي حولت لوحة الوطن الزاهية إلى حزن وسواد.
اشرقت الشمس معلنة ولادة يوم جديد، دبت الحركة في أوصال القرية، تمازج ثغاء اﻷغنام بزقزقة العصافير وضحكات الأطفال لتشكل سيمفونية رائعة، دخلت المطبخ لتحضر طعام الفطور، وضعت قليلا" من الزيتون واللبنة، جدتي، جدتي.
خرجت تستوضح الصوت: ماذا يا أحمد؟
-جدتي هذا الشرطي يسأل عن بيتكم.
توجهت إلى الشرطي قائلة: خير ياولدي ماذا هناك؟
قلب الشرطي بأوراق بيده قائلا": خير ياخالة، هناك تبليع لولدك وسام ليلتحق بخدمة العلم.
تناولت الورقة احتضنتها بحنان، بينما تابع الشرطي حديثه: أرجوك يا خالة تحدثي معه واقنعيه بأن يلتحق بالخدمة، فالوطن اليوم لن يحميه إلا ابناؤه.
رددت بنبرة حزينة: تحدثت معه ياولدي عدة مرات ولكنه لا يستمع لي، تعال معي لعله يسمع منك.
توكأت على عكازها مشت بخطوات اتعبتها سنوات العمر على دروب القرية الترابية يتبعها الشرطي.
-يا خالة إلى أين نذهب؟ هل المكان مايزال بعيدا" ؟
اقتربنا نصل يابني، مشت، اقتربت، توقفت، رفعت يديها إلى السماء والدموع ترسم على خديها سواقي ألم: قم ياروح أمك يريدونك أن تستشهد مرة ثانية.